الأدب مع الكبار والصغار :
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قالَ : قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : (( لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَلم يَعْرِفْ شَرَفَ كَبِيرِنا )) وفي رواية : " ويعرف لعالمنا " رواه الترمذي وقال : حسن صحيح واللفظ له وأحمد .. أي من لا يكون من أهل الرحمة لأطفالنا ومن التوقير ولم يعظم كبيرنا وهو شامل للشاب والشيخ ..
عن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قال : قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : « مَا أَكْرَمَ شَابٌ شَيْخاً لِسِنِّهِ إِلاَّ قَيَّضَ الله لَهُ مَنْ يُكْرِمُهُ عِنْدَ سِنِّهِ » ..
حبه للحسن والحسين وأسامـــة :
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني فيقعدني على فخذه ويقعد الحسن بن علي على فخذه الآخر ، ثم يضُمُّهما ثم يقول : " اللهم ارحمهما فإني أرحمهما " رواه البخاري ..
وروى الشيخان والترمذي عن البراء رضي الله عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحسن على عاتقه يقول صلى الله عليه وسلم : (( اللهم إني أحبه فأحبه )) .
عن أنس رضي الله عنه قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي أهل بيتك أحب إليك ؟ قال : " الحسن والحسين " وكان يقول لفاطمة رضي الله عنها : " أدعي أبني فيشمهما ويضمهما إليه " رواه الترمذي ؛ قال هذا حديث غريب ..
عن عائشة رضي الله عنها : أن أسامة عثر بعتبة الباب فدمي. قال: فجعل النبيّ صلى الله عليه وسلم يمصه ويقول : « لَوْ كَانَ أُسامَةُ جارِيَةً لَحَلَّيْتُها وَلَكَسَوْتُها حَتَّى أُنْفِقَها» ..
تقبيل الأطفال :
عن عائشةَ رضيَ اللّه عنها قالت : (( جاء أعرابيٌّ إلى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال : تقبلونَ الصبيانَ فما نُقبّلهم ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : " أوَ أملك لك أن نَزعَ اللّهُ من قلبِكَ الرحمة ؟! " )) رواه البخاري ..
عن عائشة رضي الله عنها قالت : قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين ابني علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي فقال الأقرع : إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً قط ! فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: ( من لا يَرحَمُ لا يُرحَم ) رواه البخاري ..
مسحه على خدود الأطفال :
عن جابر بن سمرة رضي الله عنهما قال : (( صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صَلاَةَ الأُولَى ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَهْلِهِ وَخَرَجْتُ مَعَهُ. فَاسْتَقْبَلَهُ وِلْدَانٌ فَجَعَلَ يَمْسَحُ خَدَّيْ أَحَدِهِمْ وَاحِداً وَاحِداً. قَالَ: وَأَمَّا أَنَا فَمَسَحَ خَدِّي. قَالَ : فَوَجَدْتُ لِيَدِهِ بَرْداً أَوْ رِيحاً كَأَنَّمَا أَخْرَجَهَا مِنْ جُؤْنَةِ عَطَّارٍ )) رواه مسلم ..
ابراهيم بن رسول الله :
عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على ابنه إبراهيم رضي الله عنه وهو يجود بنفسه – أي في حالة الاحتضار – فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان فقال له عبد الرحمن بن عوف : وأنت يا رسول الله ! فقال : " يا ابن عوف إنها رحمة " ، ثم اتبعها بأخرى فقال : " العين تدمع ، والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون " رواه البخاري ..
وعن أنس رضي الله عنه قال : ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان ابراهيم مسترضعاً له في عوالي المدينة فكان ينطلق ونحن معه فيدخل البيت وإنه ليدخلن – أي يعلو منه الدخان – وكان ظئره قيناً ، فيأخذه – أي فيأخذ النبي صلى الله عليه وسلم ابنه ابراهيم المسترضع – فيقبله ثم يرجع . قال عمرو : فلما توفي ابراهيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن ابراهيم ابني وإنه مات في الثدي وإن له ظئرين تكملان رضاعه في الجنة )) أي مات في سن رضاع الثدي وأن له مرضعتين تتمان له رضاع سنتين ، فإنه توفي وله ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً ، رواه مسلم في صحيحه ..
بكائه على الصبي المحتضر :
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال : " أرسلت ابنة النبي صلى الله عليه وسلم إليه : إنَّ ابناً لي قُبض ، فأتنا. فأرسل يُقرئ السلام ويقول :" إن لله ما أخذ وله ما أعطى ، وكل عنده بأجل مسمى . فلتصبر ولتحتسب " فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتيها . فقام ومعه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت ورجال ، فرفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبي ونفسه تتقعقع قال حسبته أنَّه قال : كأنها شَنَّ ففاضت عيناه . فقال سعد : يا رسول الله ما هذا ؟ فقال : (( هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء )) ..
يحمل أمامة ويصلي بها :
عن أبي قتادةَ رضي الله عنه قال : ( خرجَ علينا النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأُمامَة بنتُ أبي العاص على عاتِقه فصلى ، فإذا ركعَ وضعها، وإذا رفعَ رفعَها) رواه البخاري ..
ومن شفقته صلى الله عليه وسلم ورحمته لأمامة أنه كان إذا ركع أو سجد يخشى عليها أن تسقط فيضعها بالأرض وكأنها كانت لتعلقها به لا تصير في الأرض فتجزع من مفارقته ، فيحتاج أن يحملها إذا قام ، واستنبط منه بعضهم عظم قدر رحمة الولد لأنه تعارض حينئذ المحافظة على المبالغة في الخشوع والمحافظة على مراعاة خاطر الولد فقدم الثاني، ويحتمل أن يكون صلى الله عليه وسلم إنما فعل ذلك لبيان الجواز ..
ويحمل قثم وعبيد الله معه على البعير :
عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما قال : لو رأيتني وقُثَمَ وعبيد الله ابني عبَّاس ونحن صبيان نلعبُ إذ مرّ النبي صلى الله عليه وسلم على دابة ، فقال : ارفعوا هذا إليّ ، قال : فحملني أمامه وقال لقثم : ارفعوا هذا إليّ فجعله وراءه ، وكان عبيد الله أحب إلى عباس من قثم ، فما استحى من عمِّه أن حمل قثماً وتركه ، قال : ثم مسح على رأسي ثلاثاً وقال كلما مسح : اللهم اخلف جعفراً في ولده » قلت لعبد الله : ما فعل قثم ؟ قال : استشهد ، قلت : الله أعلم بالخير ورسوله بالخير ؟ قال : أجل » رواه أحمد ورجاله ثقات ..
حق اليتيـــــم :
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه " رواه ابن ماجة ..
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من عال ثلاثة من الأيتام كان كمن قام ليله وصام نهاره وغدا وراح شاهراً سيفه في سبيل الله وكنت أنا وهو في الجنة أخوين كهاتين أختان " وألصق إصبعيه السبابة والوسطى ، رواه ابن ماجة ..
المسح على رأس اليتيـــــم :
عن أبي هريرة رضي الله عنه « أن رجلاً شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال له : « إن أردت تلين قلبك، فأطعم المسكين، وامسح رأس اليتيم » الحاكم في المستدرك ..
عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « من مسح رأس يتيم أو يتيمة لم يمسحه إلا لله ، كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات ، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده ، كنت أنا وهو في الجنة كهاتين ، وقرن بين أصبعيه » رواه أحمد وقال حديث غريب ..
العمير والنغير :
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللّهِ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقاً. وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ. قَالَ: أَحْسِبُهُ قَالَ: كَانَ فَطِيماً. قَالَ: فَكَانَ إِذَا جَاءَ رَسُولُ اللّهِ فَرَآهُ قَالَ: «أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟» قَالَ: فَكَانَ يَلْعَبُ بِهِ )) وفي يوم من الأيام رأى النبي صلى الله عليه وسلم عميراً يبكي فقال : " ما يبكيك يا عمير ؟ " فقال : يارسول الله لقد مات النغير . فجلس النبي صلى الله عليه وسلم ساعة يلاعبه ، فمر الصحابة فوجدوا النبي يلاعب عميراً ، فنظر إليهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال : " مات النغير فأردت أن ألاعب العمير" رواه البخاري ..
لعب البنات :
عن عائشة رضي الله عنها قالت : " دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على بالحق وحول وجهه ودخل أبو بكر فانتهرني وقال : مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم " ، فأقبل عليه رسول الله عليه السلام فقال : " دعهما " ، فلما غفل غمزتهما فخرجتا وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب فإما سألت النبي صلى الله عليه وسلم وإما قال : " تشتهين تنظرين ؟ فقلت : نعم ، فأقامني وراءه خدي على خده وهو يقول: " دونكم يا بني أرفدة حتى إذا مللت قال : " حسبك " قلت : " نعم "، قال : " فاذهبي " رواه البخاري ..
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤوفاً رحيماً ، حسن الخلق والمعاشرة بالمعروف مع الأهل والأزواج وغيرهم وقد قالت السيدة عائشة : « وأنا جارية فاقدروا قدر الجارية العربة حديثة السن» فأنها تحب اللهو والتفرج والنظر إلى اللعب حباً بليغاً ، وتحرص على إدامته ما أمكنها ولا تمل ذلك إلا بعذر من تطويل ..
دعها تلعب بخاتم النبوة :
عن أم خالد بنت خالد بن سعيد رضي الله عنها قالت : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي وعليَّ قميص أصفر . قال رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم : سَنَه سَنه، قال عبدُ اللّه وهي بالحبشية: حسنة ، قالت: فذَهبتُ ألعبُ بخاتم النبوَّةِ، فزَبرَني أبي. قال رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم: دَعْها. ثم قال رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم : أبلِي وأخْلِقي، ثم أبلي وأخْلِقي ، ثم أبلي وأخْلِقي. قال عبد اللّه : فبقِيتْ حتى ذكر.. يعني من بقائها» رواه البخاري ..
رفقه بخادمه الصغير :
قَالَ أَنَسٌ رضي الله عنه : كَانَ رَسُولُ اللّهِ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ خُلُقاً. فَأَرْسَلَنِي يَوْماً لِحَاجَةٍ فَقُلْتُ : وَاللّهِ لاَ أَذْهَبُ. وَفِي نَفْسِي أَنْ أَذْهَبَ لِمَا أَمَرَنِي بِهِ نَبِيُّ اللّهِ . فَخَرَجْتُ حَتَّى أَمُرَّ عَلَى صِبْيَانٍ وَهُمْ يَلْعَبُونَ فِي السُّوقِ. فَإِذَا رَسُولُ اللّهِ قَدْ قَبَضَ بِقَفَايَ مِنْ وَرَائِي. قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَضْحَكُ. فَقَالَ: « يَا أُنَيْسُ أَذَهَبْتَ حَيْثُ أَمَرْتُكَ ؟ » قُلْتُ: نَعَمْ. أَنَا أَذْهَبُ ، يَا رَسُولَ اللّهِ " رواه مسلم